>
لَقيَ الأدب والشعرُ العربي الحديث في فترة ما بعد الاستعمار تأويلاً بصريّاً على الصفحات، ما أطلقَ صيحة مشاركة الفنّانين العرب المعاصرين في صناعة الكتاب باعتباره نمطاً فنيّاً قائماً بذاته.
تُظهر النماذج المعروضة غنى المساهمات الفنيّة في الكتب، وتكشف عن مقاربات إبداعيّة وأساليبَ خلّاقة شتّى تراوحت بين كافّة الأنماط الفنيّة؛ من الواقعيّة وصولاً إلى التجريد المحض. وإن كان هذا يدلّ على شيءٍ، فهو يعكس الحماس التجريبي لدى الحركات الفنّية العربية آنذاك، إضافة إلى روح التعاون العابر للمجالات بين الأدب والشعر والفنون التشكيليّة في العالم العربي. حتى ذلك الوقت، لم يكن الفنانين يشاركون في تصميم الصفحات وإخراجها، بل كانت تتولّاه المطبعة كتقليدٍ ثابتٍ. ما كان سائداً حينها هو الفصل التبسيطي بين النصّ والصورة في الكتب المُصوّرة، فيخرج النصّ على صفحةٍ منفصلة عن تلك التي تحوي الصور، أو توزّع الصور على صفحاتٍ متسلسلة في جزء معيّن من الكتاب